الجمعة، 25 يناير 2013

يوميات صيدلاني: كيف أخفف من درجة التوتر النفسي الذي أعاني منه؟

ينتج الشعور بالتوتر النفسي عن زيادة في انتاج هرمون الكورتيزول الذي تقوم الغدة الكظرية بانتاجه. وهو الهرمون الذي يساعد على تنظيم السرعة التي يقوم بها الجسم بتحويل الغذاء إلى وقود، وبذلك فهو مسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم، اضافة الى دوره في دعم المناعة وصحة العظام. وبالتالي فإن افراز هذا الهرمون ليس أمراً سيئاً إلا إذا وصلت مستوياته الى درجات مرتفعة للغاية، وهو مايحصل بعد فترات طويلة من التوتر.

يعد التوتر إلى حد بعيد السبب الأول في ارتفاع مستويات الكورتيزول. ويسبب الإرتفاع المفرط في هذه المستويات زيادة في الوزن وخاصة في منطقة البطن نظراً لتراكم الدهون بها اضافة الى ازدياد نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام، والسكري، والسرطان، وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
والحقيقة أن التوتر يمكن أن يجعل المرء مريضاً بشكل مرعب بسبب زيادة هرمون الكورتيزول لديه. والحل لا يكون أبداً ببدء استعمال المهدئات كالفاليوم ومشتقات البنزوديازيبين الأخرى التي يمكن أن تشكل حلاً سريعاً للمشكلة ولكنه غير فعال بالضرورة على المدى الطويل.

هناك العديد من المتممات والمكونات الطبيعية التي يمكن أن يستعملها المريض والتي تساعده على الحصول على حل أفضل لأنها لا تسبب الإعتياد أو الإدمان، ولأن بإمكانها أن تقلل من مستويات الكورتيزول على عكس الأدوية المهدئة التقليدية. فتخفيض الكورتيزول أمر مهم للتخلص من السمنة في منطقة الخصر.

قد لا يمكن القضاء على التوتر بصورة كاملة، ولكن الحل هو أن تحسن من استجابة الجسم للتوتر والإجهاد، وعليه فإن بعض الأعشاب يمكن أن تساعد في تحسين تأقلم الجسم مع عوامل التوتر المحيطة:

أربعة أعشاب تشكل الحلول الأفضل لمساعدة المرء في تحسين رد فعل جسمه للتوتر هي:

لقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة دور الأعشاب الأربعة السابقة في تخفيف التوتر والإجهاد ومساعدة الجسم في التأقلم مع العوامل المسببة للتوتر. أن لا أقترح أبداً أن يستخدم المرء الأعشاب الأربعة كلها معاً بل أن يتم  اختيار واحد منها فقط حسب حالة المريض ودرجة حدوث الآثار الجانبية لها. يمكن أن يستعمل المريض عشباً مختلفاً كل عدة أشهر و تذكر دائماً أن تخبر مريضك أن هذه الأعشاب عادة ما تستغرق عدة أسابيع لتبدأ في العمل.

تحسن عشبة  الاشواغاندا ashwagandha القدرة على التحمل، ويوفر هدوءً فورياً، كما أنها تقلل الشعور بالتعب و احتمالات الإصابة بالالتهاب وتحسن الدافع الجنسي.
 أما الجينسنغ ginseng فبالإضافة الى تعزيز الدافع الجنسي، فأنه يزيد من انتاج الجسم للطاقة، و يزيد التركيز العقلي والصحة بصورة عامة.
تحسن عشبة الرهوديولاrhodiola من القدرة على التحمل و الادراك القدرة على التكيف مع الظروف الخارجية.
توفر عشبة الغوتو كولا gotu kola شعوراً بالإسترخاء الظاهري. وغالبا ما تستعمل هذه  العشبة عند حاجة المرء للاسترخاء. 

كثيرون ممن يتحدثون عن تناول كوب من النبيذ للحصول على هذا التأثير، والحقيقة أن احتساء الكحول يؤدي الى اضطراب واضح في مستويات الكورتيزول، وعليه فإني أنصح بشرب الشاي الأخضر بدلاً عن النبيذ في المساء الذي يوفر الهدوء الفورية عند معظم الناس.

الخميس، 24 يناير 2013

الهاتف الذكي: تطبيقات خاصة للصيادلة ومجانية...

لا يكاد يخلو جيب اليوم من هاتف ذكي متطور تتعدد التطبيقات فيه وتتنوع حتى أن هناك تطبيقات تسمح لك بقياس نبضك وضغط دمك. وكثيراً ما أرى الطلبة في أروقة الكليات منهمكين بأحد هذه التطبيقات حتى أصبح وجودها ضرورة يومية لا يمكن التغاضي عنها. 

لن أنكر أبداً أنني أملك هاتفاً ذكياً أيضاً وهو كهواتفكم أيضا مليء بالتطبيقات المختلفة التي أستعملها بصورة مستمرة. سأشارككم بعض هذه التطبيقات هنا وخاصة التي يمكن أن تفيد العاملين في مجال الصيدلة وطلابها:

أولاً: تطبيق Epocrates: لعل هذا التطبيق المجاني (بعض الإضافات ليست مجانية) من أكثر التطبيقات اكتمالاً فهو يحتوي على جميع الأدوية المتوفرة في السوق الأمريكية ويمكن البحث عنها بالإسم التجاري أو العلمي اضافة الى تطبيقات خاصة تتعلق بالتداخلات الدوائية وحاسبات خاصة بالأمور الصحية والصيدلانية. بالإضافة الى قسم خاص بالأخبار الصحية والتعليم المستمر.
التطبيق متوفر للهواتف الذكية من نوع IPhone و Android و Blackberry وهواتف Windows.

ثانياً: تطبيق Micromedex Drug Information: تطبيق مجاني آخر يتميز بسهولة الإستعمال وسرعة الأداء ومدعوم من أكبر شبكة للمعلومات في العالم Reuters. يحتوي هذا التطبيق على الأسماء العلمية والتجارية ويتضمن جرعاتها للبالغين والأطفال إضافة الى التنبيهات ومضادات الإستعمال والأشكال الصيدلانية.
التطبيق متوفر للهواتف الذكية من نوع IPhone و Android فقط وهناك نسخة لنظام Windows قيد التجربة.

ثالثاً: تطبيق Instant Heart Rate: النسخة المجانية من هذا التطبيق رائعة للغاية فخلال ثوان يمكنك وضع أصبع السبابة على كاميرا هاتفك النقال وبعد ثوان معدودة تحصل على قراءة لمعدل النبض. يمكن تخزين هذه القراءات أو ارسالها الى الطبيب لضمان مراقبة وثيقة للمريض.
التطبيق متوفر للهواتف الذكية من نوع IPhone و Android فقط.

رابعاً: تطبيق Moledetective: لهذا التطبيق نسخة مجانية أيضاً ولعله الأول من نوعه في تحديد درجة خطورة "الخال" أو "الشامة" أو "الحسنة" واحتمال تطورها الى مرض سرطاني Myeloma كما يؤمن تذكرة لمتابعة الحالة في حال الشك بكونها خطرة. وهو مثالي لتفقد "الخال" بين الزيارات الإعتيادية لطبيب الأمراض الجلدية.
التطبيق متوفر للهواتف الذكية من نوع IPhone و Android فقط.

البعض يرغب أيضاً بإضافة Medscape وهو تطبيق الغاية منع تسهيل الوصول الى الموقع الطبي المشهور بفرعه الخاص بالصيادلة.

أعتقد أن التطبيقات السابقة رائعة جداً وأنا واثق أنكم ستستعملونها بكثرة خلال يومياتكم المهنية.


لا تنسوا صفحتي على الفيسبوك 




الأربعاء، 23 يناير 2013

يسألني الطلاب: ما الفرق بين Pharm D و PhD؟

غالباً ما يزورني الطلاب في مكتبي يسألون عن خياراتهم بعد التخرج وغالباً ما تدور تساؤلاتهم حول شهادة دكتور في الصيدلة Pharm D وهم يحاولون من خلالها الحصول على حل سهل للوصول الى شهادة الدكتوراة فمعظم الجامعات تتكلم عن برنامج يستغرق سنتين أو ثلاث يحصل بعده الطالب على شهادة دكتور في الصيدلة.

 والإجابة هنا أن شهادة دكتوراة في الصيدلة Pharm D هي شهادة مهنية بحتة فرضها تحول مهنة الصيدلاني من تركيب كيميائي للأدوية الى مهنة سريرية همها الأول تقديم العون والنصح للمريض ومراقبة تطور مرضه وتحديد مؤشرات تحسنه، وعليه فقد تم تغيير منهاج الصيدلة في الكثير من دول العالم وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا مضيفين اليه سنة دراسية اضافية في معظمها مواد في الصيدلة السريرية وحركية الدواء تنطوي على تدريبات مكثفة للطلاب في المستشفيات والصيدليات في برنامج منظم وتحت اشراف مباشر من قبل صيادلة مؤهلين ومدربين للقيام بهذا الأمر.

وللإختصار فإن شهادة الدكتور في الصيدلة Pharm D ليست إلا ترخيصاً للقيام بمهنة الصيدلة ضمن اطار سريري موسع. ولقد سمحت العديد من الجامعات لخريجي هذه الشهادة وخاصة ممن أتمو إقامة اختصاصية في أحد المستشفيات التعليمية Pharmacy Practice Residency بتدريس مواد ممارسة الصيدلة والصيدلة السريرية.

إلا أن هذا الأمر لم يحدث بعد في البلاد العربية فكليات الصيدلة في البلاد العربية لم تعترف حتى الآن بأفضلية هذه الشهادة على شهادة البكالوريوس التي يحصل عليها خريج كلية الصيدلة في هذه البلدان. ورغم تواجد هذا البرنامج في بعض البلاد العربية كالسعودية والأردن ولبنان ودول أخرى، إلا أن الوزارات والهيئات لم تعترف بأفضليتها حتى في هذه البلدان.

أما شهادة الدكتوراة في الصيدلة والعلوم الصيدلانية Ph D فهي شهادة أكاديمية غالباً ما تسبقها شهادة الماجستير ويتضمن برنامجها بحثاً مطولاً يشرف عليه أستاذ جامعي من ذوي الخبرة في البحث العلمي إضافة الى مواد اختصاصية متقدمة بحسب الإختصاص الذي يبغيه الدارس. وبالعودة لإمتيازات الحاصلين على هذه الشهادة فهي لا تزال الشهادة الوحيدة التي تعترف بها الوزارات والهيئات في البلاد العربية للتدريس في كلياتها وجامعاتها.


وعليه فنصيحتي للطلاب إن أردتم أن يكون تخصصكم في الصيدلة السريرية فعليكم باختيار برنامج يوفر لكم هذا وتذكروا أن شهادة الدكتوراة Ph D ضرورة إن كنتم تودون أن تكونوا عضواً في الهيئة التدريسية في أي بلد عربي. وللعلم فإن هناك برامج رائعة تتضمن البرنامجين معاً يمكن للدارس أن يتبعها و يصل على الشهادتين في آن معاً. 


أسرد هنا بعض هذه البرامج للإطلاع فقط وأنا هنا لا أنصح بأحدها دون الآخر مع الملاحظة أن جميع هذه البرامج موجودة في الولايات المتحدة:




في النهاية أرجو أن تضع Like على صفحتي في الفيسبوك 

يوميات صيدلاني: نصيحتي لمن يريدون تنظيم أوزانهم

عندما يتعلق الأمر بتنظيم الوزن، لا شيء يعمل بشكل أفضل وأسرع من ممارسة الرياضة والحد من حجم وجبة الطعام التي يتناولها المرء.

القيام بذلك وحده سيسمح لك بالتأكيد بتناول ما يريدونه من الحلويات من وقت لاخر. أما من اعتاد منا على تناول الطعام في البوفيات العامرة بما لذ وطاب من المأكولات بصورة مستمرة فلا حل سريع لتخفيف وتنظيم الوزن لديه. ومع ذلك كله، فإنني كصيدلاني أحاول أن أنصح هؤلاء ببعض الفيتامينات والمعادن التي يمكن أن تساعدهم في تنظيم وزنهم دون أن ترهق جيوبهم بأثمانها.



جميع الفيتامينات والمعادن التي سأذكرها هنا مثبتة التأثير وما على مستعملها إلا اتباع الجرع الموجودة على العبوة طبعا مع استشارة طبيبهم في حال وجود حالة مرضية لديهم قد تمنعهم من استعمالها.

حمض الليبويك Lepoic Acid: يوصي بهذا الحمض لمرضى السكري للمساعدة في تنظيم السكر في الدم، عن طريق تسهيل دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم، مما يعني حرق للكربوهيدرات بشكل أكثر كفاءة. وغالباً ما يستعمل لحماية مرضى السكري من مضاعفات الاعتلال العصبي التي قد تنتج عن هذا المرض.

الأسباراجين Asparagine: توافرهذ الحمض الأميني بكثرة في الهليون ويعمل على زيادة حساسية الجسم للانسولين مما يساعد على زيادة تخزين طاقة الجسم في العضلات بدلا من تخزينها على شكل دهون تتراكم في الجسم..


الزنك  Zinc: يحسن استعمال هذا المعدن مناعة الجسم، ويحمي غدة البروستات. ويرتبط وجوده بشكل وثيق جدا مع وجود مادة اللبتين Leptin. ان انخفاض معدلات الزنك  في الجسم يؤدي الى انخفاض في معدلات اللبتين، مما يمكن أن يسبب شعوراً بالجوع طوال الوقت. وهكذا فإن عودة الزنك الى معدلاته الطبيعية يزيد من تركيز اللبتين مما يسمح لك بالشعور بالشبع بعد لوح واحد من الشوكولاتة بدلاً من تناول ثلاثة ألواح.


البيوتين Biotin : يستخدم هذا الفيتامين في الأمور التجميلية فغالبا مانراه في الشامبو وكريمات البشرة حيث يعزى اليه تقوية الشعر والأظافر، يزيد هذا الفيتامين من الإستقلاب Metabolism عن طريق تثبيت نسبة السكر في الدم والحد من انتاج الأنسولين. وهو أمر رائع خاصة وأنه من المعروف أن الأنسولين يعمل على تخزين الدهون لدينا

الفيتامين  A: اضافة الى الإستعمال الشائع لهذا الفيتامين لأغراض النظر والرؤية، يعمل هذا الفيتامين على الإيعاز للجينات لوقف تخزين جميع الطعام الذي تتناوله على شكل دهون. وتشير العديد من الدراسات إلى قدرته على تقليص الخلايا الدهنية.


النياسين Niacin : يوصي بهذا النوع من الفيتامين B للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو انخفاض في الشحوم الجيدة في الدم، ولكننى أوصي به لإنقاص الوزن لأنه يزيد من معدلات هرمون اديبونيكتين adiponectin، وهو هرمون طبيعي مسؤول عن حرق الدهون في جسمنا.


الكروم Chromium: يعمل هذا المعدن على جعل خلايا الجسم أكثر حساسية للأنسولين، مما يقلل من كمية الدهون في الجسم وزيادة حجم العضلات، بل ويساعد ايضاً على ضبط توازن السكر في الدم.

المغنيزيوم Magnesium : يحسن هذا المعدن المزاج وينظم ضغط الدم. ان انخفاض معدلات المغنيزيوم يضعف القدرة على تحويل الكربوهيدرات والسكر إلى طاقة، مما يؤدي الى تخزينها على شكل دهون في مناطق الأرداف والفخذين. ان تصحيح معدلات المغنيزيوم يساعد على تحفيز الإستقلاب عن طريق زيادة حساسية خلايا الجسم للانسولين. وقد أظهرت بعض الدراسات ايضاً دوراً له في منع امتصاص الدهون.



أرجو أن لا يفهم من هذا الكلام أنني أقترح أن يتناول المرء جميع ماسبق من الفيتامينات والمعادن ولكن يجب على المرء أن يكون عارفا الى تأثير نقص هذه الفيتامينات والمعادن على تنظيم الوزن عند أغلبية الناس.

الثلاثاء، 22 يناير 2013

الميتفورمين مفيد للسرطان أيضا


دعونا نتحدث عن الأدوية قليلًا:

أثبتت البحوث أن دواء الميتفورمين مفيد في معالجة داء السرطان، ولكن قانونيا لا يسمح لمصنعي الدواء بالترويج له لهذا الغرض، حيث أنه من المعلوم أنه مرخص لمعالجة داء السكري فقط.

ولكن الدراسات المختلفة بينت أنه يعمل على تنشيط انزيم يدعى (AMPK) وهو أمر ممتاز.

وأكدت دراسة واحدة على الأقل أن الميتفورمين يقلل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 62٪ لدى مرضى السكري الذين يأخذون دواء متفورمين (مقابل أولئك الذين لم يتناولوه). 

ماذا أريد أن أقول هنا؟

أمر واحد فقط أن الميتفورمين متفوق في كثير من  الأمور على أي دواء آخر

الكيمياء العضوية: تجربتي معها في كلية الصيدلة:


عندما كنت طفلا كان جزءا من حلمي أن أصبح عالماً حقيقياً قادراً على خلط المواد الكيميائية. وكانت كلية الصيدلة الباب المفتوح أمامي لتحقيق هذا الحلم. وككل أقراني ممن أنهو الشهادة الثانوية فقد كنت متحمساً جداً لبدء رحلتي الأكاديمية.
لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى شعرت بالصدمة مع كمية الكيمياء العضوية التي كان عليَّ دراستها خلال العامين الأولين. ان مجرد التفكير بهذا الأمر اليوم يجلب الى خاطري ذكريات تملؤها نوبات القلق خلال الليالي الطوال قبل الاختبارات والامتحانات.
قد يقرأ أستاذي العزيز عامر مارديني هذا ولكنني أعترف أني كمعظم الطلاب شعرت براحة كبيرة عندما انتهت جميع متطلبات الكيمياء العضوية في كلية الصيدلة.
وعلى ما يبدو فإن هذه الظاهرة ليست حكراً عليًّ وحدي. فما أن أصبحت أستاذا في كلية الصيدلة حتى وجدت معظم الطلاب يحاولون جاهدين تجنب الكيمياء الكيمياء العضوية مااستطاعوا بغض النظر عن خلفياتهم التعليمية أو الديموغرافية.
والحقيقة أن العديد من طلاب المدارس الثانوية ينظرون الى كلية الصيدلة على أنها منهاج أساسه مواضيع في الكيمياء العضوية وتفرعاتها. مما يزرع الخوف في قلوب هؤلاء الطلاب ويدفعهم الى تجنب دخول كلية الصيدلة نفسها.

اليوم تسيطر الصيدلة السريرية على مناهج كلية الصيدلة في معظم أنحاء العالم وعليه يحاول العديد التقليل من شأن ادراج مواد الكيمياء العضوية في مناهج الصيدلة، وتبعا لذلك، يتجنب المزيد من الطلاب مواد الكيمياء العضوية ويتناقص عدد الصيادلة الذين يتابعون دراساتهم العليا في مجالات الكيمياء العضوية.
وفي واقع الأمر، فإن هذا الأمر ولا شك سيؤثر على تعليم الصيدلة في البلاد العربية بل في العالم أجمع. ان الخوف من الكيمياء يعني عدداً أقل من الصيادلة المختصين في مواضيع الكيمياء الصيدلانية. مما يعني بالتأكيد مدرسين أقل في مجالات العلوم الأساسية التي هي بمثابة اللبنة الأساسية لتأهيل الصيدلاني الناجح.
كأستاذ للعلوم الصيدلانية أريد أن أذكر جميع الطلاب أن الكيمياء العضوية كانت وستبقى اللبنة الأساسية للتعليم الصيدلاني. ويجب على الطلبة أن يدركوا أن تجاهل الكيمياء الآن سوف تؤثر على التطور المستقبلي للمهنة في المستقبل.